الاضطرابات الطائفية في البنغال عام 1950م

تُمثِّل الطائفية أحد أبرز التحديات التي تواجه الهند وباكستان في التاريخ الحديث والمعاصر؛ فبعد الحرب العالمية الثانية أدت التوترات، وأعمال الشغب المتزايدة بين المسلمين والهندوس إلى تقسيم شبه القارة الهندية في أغسطس 1947م إلى دولتين، باكستان ذات الأغلبية المسلمة، والهند ذات الاغلبية الهندوسية. وبعد التقسيم حدثت هجرة جماعية للمسلمين إلى باكستان، وأخرى للهندوس والسيخ إلى الهند، وقُسمت الأقاليم الغنية والمهمة اقتصاديًا وثقافيًا، فإقليم البنغال تم تقسيمه على أسس دينية طائفية إلى منطقتين هما: البنغال الغربية، وقد أصبحت جزءًا من جمهورية الهند، وغالبية سكانها من الهندوس، والمنطقة الأخرى هي البنغال الشرقية، وأصبحت جزءًا من باكستان، وغالبية سكانها من المسلمين. وقد تسبب التقسيم في زعزعة استقرار الإقليم، وظهر ذلك خلال الاضطرابات الطائفية التي اندلعت عام 1950م؛ وقد أدت هذه الأحداث إلى تداعيات خطيرة على العلاقات بين الهند وباكستان، حيث كان هناك تحريض كبير في الهند لغزو باكستان، لذا أجرت الدولتان محادثات في بداية أبريل 1950م للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن معاملة الأقليات، وبعد عدة مناقشات، وقع الجانبان في 8 أبريل ميثاقًا تاريخيًا بشأن الأقليات الدينية في كلا البلدين.
Sectarian Unrest in Bengal in 1950
Abstract: Sectarianism is one of the most significant challenges, facing India and Pakistan in modern and contemporary history. After World War II, the growing tensions and riots between Muslims and Hindus in August 1947, led to the division of the Indian subcontinent into two states: Muslim-majority in Pakistan, and Hindu-majority in India. After the partition, there was a mass immigration of Muslims to Pakistan and another of Hindus and Sikhs to India. Also, the rich, economically and culturally important regions, like Bengal region, were divided on sectarian religious grounds. Bengal region was divided into two regions: West Bengal which became part of the Republic of India, and East Bengal which became part of Pakistan. Troubles erupted in the region of Bengal in 1950. These events had serious repercussions on the bilateral relations between India and Pakistan, so the two countries negotiated at the beginning of April 1950 to reach a consensus regarding the treatment of minorities, and after several discussions the two sides signed, on April 8, a historic pact regarding religious minorities in both countries.